
مُبادرةٌ رائدةٌ تجمعُ المحكمةَ الكنسيَّةَ ومحاميها في لقاءٍ هو الأوَّلُ من نوعِهِ
بِبَرَكةِ صاحبِ السِّيادةِ المطرانِ خريستوفوروس، مِطرانِ الأُردنِّ الجزيلِ الاحترامِ، عُقِدَ اجتماعٌ نوعيٌّ لهيئاتِ المحكمةِ الكنسيَّةِ للرومِ الأرثوذكسِ في الأُردنِّ مع المحامينَ المُجازينَ للترافعِ أمامَها، وذلكَ بهدفِ تعزيزِ الشَّراكةِ والتَّكاملِ بين الجانبينِ في خدمةِ العدالةِ الكنسيَّةِ والرَّعويَّةِ.
واستُهِلَّ اللِّقاءُ بكلمةٍ روحيَّةٍ ألقاها رئيسُ المحكمةِ الكنسيَّةِ قدسُ الأَرشمندريتِ خريستوفوروس، تناولَ فيها رؤيةَ المحكمةِ الكنسيَّةِ ورسالتَها الرّوحيَّةَ والإنسانيَّةَ، مُؤكِّدًا أنَّ المحكمةَ الكنسيَّةَ ليست مجرَّدَ هيئةٍ قانونيَّةٍ تُصدرُ الأحكامَ وتفصلُ في النِّزاعاتِ، بل هي ساعدٌ رَعويٌّ وروحيٌّ في جسدِ الكنيسةِ، تسعى إلى تحقيقِ رسالتِها الخَلاصِيَّةِ.
وأشارَ إلى أنَّ الهدفَ الأسمى للمحكمةِ الكنسيَّةِ هو تحقيقُ العدلِ الإلهيِّ في كشفِ الحقيقةِ بنورِ المحبَّةِ، مُوضِّحًا أنَّ العدلَ في جوهرِهِ هو التقاءُ القانونِ بالإيمانِ، ومرافقةُ الأُسَرِ التي تُعاني بضميرٍ حيٍّ يسعى إلى السَّلامِ والمصالحةِ.
وشدَّدَ على أنَّ دورَ المحامينَ يتجاوزُ الإطارَ القانونيَّ البحتَ، فهم “خُدَّامٌ وكارزونَ ومُعاونونَ يُشاركونَ الكنيسةَ رسالتَها الرَّعويَّةَ”، لافتًا إلى أنَّ رؤيةَ المحكمةِ تقومُ على أن تكونَ وجهَ الكنيسةِ في عالمٍ يتوقُ إلى عدالةٍ تُنصِفُ وتغفِرُ في آنٍ واحدٍ، لتتحوَّلَ المحكمةُ من مكانٍ للنِّزاعاتِ إلى مختبرٍ للنِّعَمِ الإلهيَّةِ، يسعى إلى الخلاصِ لا إلى الإدانةِ.
ومن جانبِهِ، تَحدَّثَ سعادةُ القاضي فارس الدَّاوود، رئيسُ هيئةِ محكمةِ البِدايةِ، عن أهمِّيَّةِ التَّعاونِ الوثيقِ بين المحكمةِ والمحامينَ فيما يخصُّ السَّيرَ في الإجراءاتِ وفقَ المُدَدِ القانونيَّةِ السَّليمةِ دونَ إطالةِ المُدَدِ أو المماطلةِ في القضايا، كما تَحدَّثَ عن أهمِّيَّةِ سلامةِ الإجراءاتِ القانونيَّةِ وشخصيَّةِ المحامينَ في المحاكمِ الكنسيَّةِ. ونوَّهَ سعادَتُهُ بأنَّ جَناحَيِ العدالةِ هما القُضاةُ والمحامونَ، اللذانِ تجمعُهُما مصلحةُ العائلةِ المسيحيَّةِ، وأيُّ خَللٍ فيهما ينعكِسُ سَلبًا على وَحدةِ العائلةِ وسَلامتِها.
واختُتِمَ اللِّقاءُ بحوارٍ ودِّيٍّ بين المحامينَ ورئيسِ المحكمةِ والقاضي الدَّاوود، تَبادَلَ فيه الحضورُ المقترحاتِ العمليَّةَ لتسريعِ الفَصلِ في القضايا وتخفيفِ الضُّغوطِ النَّفسيَّةِ والاجتماعيَّةِ عن أبنائِنا المُتداعينَ، في جوٍّ من المحبَّةِ والمسؤوليَّةِ المُشتركةِ التي تعكسُ روحَ العدالةِ الإلهيَّةِ والرِّسالةِ الكنسيَّةِ الجامعةِ.