صرخةُ راعٍ
أحبّائي،
نلاحظ ارتفاعًا غيرَ مريحٍ في الخلافاتِ الزّوجيّةِ ، ما يؤدّي للأسف إلى رفعِ دعاوي فسخِ الزواج بينهم في المحاكم الكنسيّة ، وقد تتفاقمُ إلى محاكمَ مدنيّةٍ وتوقيعِ تعهّداتٍ أمام الجهات المختصّةِ وقد تصل إلى توقيفِ وسَجن الزّوج .
وهو نتيجةُ خلافاتٍ بين الزّوجَين أو بسبب تدخّلِ الأهلِ في شؤون ابنهم الزّوج او ابنتِهم الزّوجة. وهنا تبدأ الحرب بين الزّوجيَن والتى ومع الأسف دائما ما يدفعُ الأبناءُ ثمنَ هذه الخلافات ، وهنا أقول، لو فعلا توجد محبّةٌ حقيقيّةٌ وحوارٌ صادقٌ ، والأهمّ المسامحةُ الصّادقةُ بين الزّوجِ والزّوجةِ لَما وصلوا إلى مكاتب المحامين والمحاكمِ ورفعِ قضايا ضدَّ بعضهما. فلينزع كلُّ واحدٍ من نفسِه روحَ الكبرياء التي هي من إبليس، أبو كلِّ المشاكل، التي يبثّها في صدوركم، والتي هي أكبر مَكرَهةٍ عند الربِّ.
وكم هو مؤلمٌ ومؤسفٌ أن يتحوّلَ لقبُ الزّوج والزّوجة، الأب والأمّ، هذه الألقاب المبارَكَة إلى (المدّعي والمدعى عليه أو العكس). وكل ذلك نتيجة غياب الحوار والمحبّةِ والتّفاهمِ والتّنازل والمسامحةِ بين الزّوجِ والزّوجة. نعم لو تعلّمَ كلُّ شريكٍ المسامحة وعدمِ الإدانةِ وتوجيهِ اللّوم للشّريكِ الآخر وتحمُّلِ المسؤوليّة الحقيقيّةِ من أجل إنقاذ الزّواج والبيت الزّوجي والأهم الرّجوع إلى الكنيسةِ والأب الرّوحيّ قبل أخذِ أيّ قرارٍ متسرِّع ضدَّ الشّريك لَما وصل العديدُ العديدُ من الأزواجِ الى المحاكم والطّلاق.
لذا يا أحبّتي، أحضانُ الكنيسةِ وآباؤها هم دائمًا في خدمة أبنائِها في أيّ وقتٍ وفي أيّةِ ساعة وهناك بيتُ العائلةِ المسيحي ومكتبُ الزّواجِ في خدمتِكم دائمًا .وتذكّروا قول الكتاب المقدّس:
“إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلًا يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلًا يَسْهَرُ الْحَارِسُ” (مزمور 127: 1) وأيضًا
“لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلامٌ خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ.” (أمثال 17: 1).
ولننتبه إلى ما تعاهدنا عليه في رسالة خدمةِ الزّواج في رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس (5)، التي تقول: “أسلكوا دائمًا في المحبّة كما أحبّنا المسيح” (5: 2) و “خاضعين بعضكم لبعضٍ في خوفِ الرّبِّ” (5: 21)
والرّبُّ الإلهُ يباركُ ويُبعدُ عنكم كلَّ شِدَّةٍ ومرضٍ دائمًا.
مع محبتي لكم الأب سالم مدانات.












