
رفات القدّيس يوسف الفاتوبيذيّ
كَانَ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ، مُبَارَكُ الذِّكْرِ، فَآتَاهُ مَجْدًا كَمَجْدِ الْقِدِّيسِينَ كما مُوسَى (سيراخ 45 : 1- 2)
إنطلق ظهر يوم الأربعاء ٢٠ تشرين الأوّل ٢٠٢١ عقب خدمة صلاة الغروب في دير الفاتوبيذي العامر، موكب مهيب من رؤساء الكهنة والكهنة والشّمامسة والرّهبان إلى قبر الشّيخ المبارَك يوسف الفاتوبيذي، من أجل استعادة رفاته حسب التّقليد المُتَّبَع. حُفِرَ القبر وكُشفت العظام التي رفعها الإخوة واحداً تلو الآخر بعناية من القبر ووضعوها في سلّة لتُغسَل كالمعتاد.
فبحسب التّقليد المتَّبَع، يُفتح القبر بعد فتره زمنيَّه معيَّنه واذا تبيّن وجود ماده شَمعيَّة على “الكارا” (الرأس)، فإنّما تدل على حياه النّسك وقداسة الرّاهب في حياته على هذه الأرض. لذا يوضع الرأس في صندوق يطلق عليه “لارنكا” للتَّبرُّك به والتّشَبُّه بحياته التي أهَّلَته للالتقاء بالرَّبِّ يسوع المسيح والتّحليق بسماء القدّيسين ومصافِّ الابرار.
الأب الشّيخ يوسف من دير فاتوبيدي في جبل آثوس من مواليد 1 تمّوز 1921 ورقد بالرَّبّ في الأوّل من تمّوز 2009 عن عمر يناهز 89 سنة هو من تلاميذ أهمّ آباء الجبل، المتوحِّد يوسف الهدوئيّ، الذي رقد بالرَّبّ في عام 1959. ويعتبر الأب يوسف أيضًا من تلاميذ الأب أفرام الذي من كاتوناكيا قبل أن يصبح بدوره من أهمّ آباء الجبل الرّوحيّين ومُعَرِّفي الرّهبان. يعود تأسيس الدير لعام 972، والأب يوسف هو الأخير من أخويّة الشّيخ يوسف الهدوئيّ الآثوسيّ.