رسامة رئيس أساقفة سيناء ورافان ورايثو الجديد المطران سيميون (سمعان) في كنيسة القيامة
شهد يوم امس الموافق ١٨ (٥) تشرين الأول ٢٠٢٥، وبعد إعلان قرار المجمع المقدس انتخاب رئيس الأساقفة الجديد لأبرشية سيناء ورافان ورايثو، تقبّل صاحب السيادة المطران المنتخب سمعان هذا القرار بامتنانٍ عميق وتواضعٍ روحيّ، مظهراً قبوله الصادق أمام صاحب الغبطة البطريرك، قائلاً: «بمشاعر يغمرها التأثر العميق والخشوع المقدس، أقف أمام غبطتكم لأتلقى صلواتكم الإلهية وبركتكم الطاهرة للنعمة التي ستُستعلن عليّ. إن بركتكم البطريركية ومشورتكم الحكيمة هما الدعامة الأساسية لخدمة الرعاية التي أُوكلت إليّ من خلال غبطتكم وأعضاء المجمع المقدس، باسم مؤسس إيماننا ومكمّله، ربنا وإلهنا يسوع المسيح.»
وفي أجواءٍ من الوقار والخشوع تليق بعظمة الحدث الروحي والتاريخي، أقام صاحب الغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، اليوم الأحد الموافق ١٩ (٦) تشرين الأول ٢٠٢٥، في الكاثوليكون (المذبح الرئيسي) داخل كنيسة القيامة، خدمة رسامة رئيس الأساقفة الجديد على سيناء ورافان ورايثو، سيادة المطران سمعان، مستقبلاً إياه بكلماتٍ أبويةٍ مفعمةٍ بالنعمة قائلاً: «في هذه الساعة المقدسة المهيبة، ترفع أم الكنائس، كنيسة القدس، تسبيحها وشكرها للرب الذي أنعم علينا أن نعاين رئيس أساقفة جديداً يُقام في وسطنا، تابعاً للبطريركية المقدسية الجليلة ورئيساً لدير جبل سيناء المقدس، جبل الله الذي وطئته قدماه الإلهيتان. وفي هذه اللحظة المفعمة بالرهبة، تُسلّمك كنيسة صهيون بين يديّ الله، ومن خلال وضع الأيدي من تواضعنا ومن إخوتنا الأساقفة المشاركين، وبحلول نعمة الروح القدس وقوته، نُعلن الاستمرارية غير المنقطعة لنعمة الكهنوت الرسولية التي انبثقت من القدس وانتشرت في أرجاء المسكونة.»
وخلال الرسامة، عبّر رئيس الأساقفة الجديد عن وعيه لجلال المسؤولية الملقاة على عاتقه بصفته رئيساً لدير جبل سيناء المقدس، وعن تمسكه الثابت بالعرش البطريركي المقدسي، قائلاً: «مرتبط بكم على الدوام برابط السلام ومحبّة المسيح، كأحد أساقفة هذا العرش المكرّم، ملتزماً بالنظام الكَنَسي القويم، حاملاً الأفكار التقوية، ومكرّماً غبطتكم والعرش البطريركي المقدس في المدينة المقدسة، أقطع أمام الله عهداً أن أعمل، حتى آخر نسمة من حياتي، وبقدر ما منحني الرب من قوة، لمجد اسمه القدوس، ولترسيخ الوحدة والسلام الكنسي، وللحفاظ على الشهادة الصادقة للرهبنة التي سلّمها إلينا آباؤنا الأطهار.»
وبعد مراسم الرسامة، عُقد لقاء رسمي في قاعة العرش البطريركي، حضره ممثلو الأخوية السينائية الموقّرة، ومندوبون عن البطريركيات الأرثوذكسية وسائر الكنائس. وقد مثّل بطريركية الإسكندرية سيادة الأسقف إستفانوس أسقف هيبو، ومثّل كنيسة اليونان أصحاب السيادة المطارنة إغناطيوس مطران ديمترياس، وأنطونيوس مطران غليفاذا، وكالينيكوس مطران كاستوريا، ونيفون أسقف أخيلوس. كما حضر معالي السيد جورج جيرابيتريتيس وزير خارجية الجمهورية اليونانية، برفقة السيد جورج كالانتزيس الأمين العام للشؤون الدينية، والسيدة إيليني كاسيانيدو نائبة وزير الثقافة في جمهورية قبرص. وشارك أيضاً القنصل العام اليوناني في القدس، وسفير جمهورية مصر العربية، وممثل القنصلية الأردنية، ومندوبون عن البطريركية اللاتينية وحراسة الأراضي المقدسة والبطريركية الأرمنية، إلى جانب عددٍ من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في القدس.
وفي كلمته، أعلن صاحب الغبطة البطريرك أنه سيحضر بنفسه حفل تنصيب رئيس الأساقفة الجديد في دير جبل سيناء المقدس، تأكيداً للروابط الروحية العريقة بين أخوية القيامة وأخوية سيناء، وتجديداً لأواصر الأبوة الروحية والعناية الرعوية التي يبديها بطريرك القدس تجاه أبرشية سيناء ورئيسها الجديد.
كما ألقى معالي وزير الخارجية اليوناني السيد جورج جيرابيتريتيس كلمةً عبّر فيها عن تقدير الحكومة اليونانية العميق واحترامها للبطريركية الأورشليمية، مشدداً على رسالتها الروحية والوطنية والثقافية الغنية، ومعبّراً عن سروره العميق لمشاركته في هذه اللحظات المقدسة التي تشهد على مجد الرهبنة الأرثوذكسية في سيناء.
وفي المأدبة الرسمية التي تلت الاحتفال، وفي أجواء مفعمة بالفرح والأخوّة الروحية، توجّه صاحب الغبطة البطريرك إلى رئيس الأساقفة الجديد بكلمةٍ قال فيها: «إننا نشهد اليوم بوحدة الروح القدس وبالشركة التي لا تنفصم بين الدير ذاتي الادارة لجبل الله المطأطأ سيناء وأخويتنا المقدسة في القيامة. … وإذ تمتلئ قلوبنا بفرحٍ صادقٍ وصلاةٍ حارة من أجل سلام منطقتنا والعالم أجمع، نرفع الكأس شاكرين الرب، سائلين إياه أن يمنح صاحب السيادة المكرّم بالله الصحة والعافية وطول الأيام.»
اكسيوس، مستحق
